أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي ، بتاريخ 22 ربيع الآخر 1446هـ ، الموافق 25 أكتوبر 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بصيغة word بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بصيغة pdf بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

عناصر خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م ، بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي.

 

١- الأمرُ بالقولِ الحسنِ لجميعِ الناسِ.

٢- أثرُ الكلامِ الذي تنطقُ بهٍ الألسنُ علي النفسِ.

٣- نماذجُ مِن قصصِ الأنبياءِ وقولِهِم الحسنِ مع أقوامِهِم. 

٤- لزومُ الصمتِ خيرٌ مِن الكلامِ الفاحشِ.       

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م ، بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، كما يلي:

خطبة الجمعة القادمة بعنوان :

 وقولُوا للناسِ حُسنًا ،

 للشيخ كمال المهدي

، بتاريخ ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ ، الموافق ٢٥ أكتوبر٢٠٢٤م.

*********

 

إنّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنَا ومِن سيئاتِ أعمالِنَا، مَن يهدهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ.       

فصلواتُ اللهِ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.. أمَّا بعدُ:

 أحبتِي في الله: يقولُ المولَى جلَّ وعلا في مُحكمِ تنزيلِهِ وهو أصدقُ القائلينَ:

(وقولُوا للناسِ حُسنًا)، إنَّ المتأملَ يجدُ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا أمرَ عبادَهُ بأمرٍ عظيمٍ ألَا وهو أنْ يقولُوا قولًا حسنًا هيّنًا ليّنًا طيّبًا٠ ولكنْ لِمَنْ ؟ للمؤمنينَ للمسلمينَ؟ لم يقلْ ذلكَ ربُّ العزةِ جلَّ وعلَا بل قالَ…وقولُوا للناسِ…فالأمرُ عامٌّ لجميعِ الناسِ مؤمنِهِم وكافرِهِم برِّهِم وفاجرِهِم .. ومِمَّا يدلُّ على ذلكَ أنَّ اللهَ جلَّ وعلَا حينمَا أرسلَ موسَى وهارونَ إلى أعتَى رجلٍ في الأرضِ الذي ادَّعَى الألوهيةَ فقالَ (أنَا ربُّكُم الأعلَى).. ماذَا قال لهمَا ربُّ العزةِ جلَّ وعلَا ؟ قالَ لهمَا :(فقولَا لهَ قولًا ليّنًا)[طه : ٤٤].

تابع خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

 فيا أخِي الحبيب: اعلمْ أنَّ القولَ الحسنَ ينبغِي أنْ يكونَ مع جميعِ الناسِ

  مع الأصدقاءِ والأعداءِ جميعًا ولهُ ثمارُهُ الطيبةُ.

* فأمَّا مع الأصدقاءِ فهو يحفظُ مودتَهُم ويستديمُ صداقتَهُم.. ويمنعُ كيدَ الشيطانِ أنْ يوهِيَ حبالَهُم، أو يفسدَ ذاتَ بينِهِم.. قالَ تعالَى: (وقُل لعبادِي يقولُوا التِي هي أحسنُ إنَّ الشيطانَ ينزعُ بينَهُم إنَّ الشيطانَ كانَ للإنسانِ عدوًّا مبينًا )[ الإسراء :٥٣].

* وأمَّا حسنُ الكلامِ مع الأعداءِ فهو يطفيءُ خصومتَهُم ويكسرُ حدتَهُم ويوقفُ تطورَ الشرِّ واستطارةَ شررِ الغضبِ، قالَ تعالَى: (ولا تستَوِي الحسنةُ ولا السيئةُ أدفعْ بالتِي هي أحسنُ فإذَا الذي بينَكَ وبينَهُ عداوةٌ كأنَّهُ وليٌّ حميمٌ)[فصلت : ٣٤] .

ولذلكَ قالَ النبيُّ : “إنّكُم لن تسعُوا الناسَ بأموالِكُم.. فليسعهُم منكُم بسطُ الوجهِ وحسنُ الخلقِ

– بهذا تطيبُ الحياةُ وتحلُو ويتمنَّى كلُّ واحدٍ فينَا طولَ المكثِ فيهَا، يقولُ عمرُ رضي اللهُ عنه: لولا ثلاثٌ ما أحببتُ البقاءَ في الدنيا:

*الأولَى: أنْ أديرَ الخيلَ لأمةِ مُحمدٍ تغزُو في سبيلِ اللهِ.

* الثانيةُ: أنْ أكابدَ التهجدَ في جوفِ الليلِ.

* الثالثةُ: أنْ أجالسَ أقوامًا ينتقونَ أطايبَ الكلامِ كمَا ينتقونَ أطايبَ الثمرِ.

وقد قالَ عليٌّ رضي اللهُ عنه: “مَن لانتْ كلمتُهُ، وجبتْ محبتُهُ” وهذا شيءٌ مشاهدٌ، فالناسُ يحبونَ، ويميلونَ إلى مَن يتلطفُ بهِم بالقولِ، وينفرونَ غايةَ النفورِ مِمّن يخاشنُهُم في الكلامِ، ويزجرُهُم في المخاطبةِ.

 واعلمْ أخي الحبيب أنّهُ لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتّى يستقيمَ قلبُهُ.. ولا يستقيم َقلبُهُ حتّى يستقيمَ لسانُهُ.. فأصلُ الاستقامةِ في اللسانِ.

  ولخطورةِ اللسانِ تصبحُ الأعضاءُ جميعاً كلَّ يومٍ تُنادِي على اللسانِ تقولُ لهُ: يا لسانُ اتقِ اللهَ فينَا فإنّمَا نحنُ بك، إنْ استقمتَ استقمنَا وإنْ اعوججتَ اعوججنَا.

فالكلماتُ التي تنطقُ بهَا الألسنُ، وتتحركُ بهَا الشفاهُ، لهَا شأنٌ، وأيُّ شأنٍ! فكم مِن كلمةٍ أفرحتْ وأُخرَى أحزنتْ، وكم مِن كلمةٍ فرّقتْ وأُخرى جمّعتْ، وكم مِن كلمةٍ أقامتْ وأُخرى هدمتْ، وكم مِن كلمةٍ أضحكتْ وأُخرى أبكتْ، وكم مِن كلمةٍ انشرحَ لهَا الصدرُ وأنسَ بهَا الفؤادُ وأحسَّ بسببِهَا سعةَ الدنيَا وأُخرى انقبضتْ لهَا النفسُ واستوحشَهَا القلبُ وألقتْ قائلَهَا أو سامعَهَا في ضيقٍ أو ضنكٍ، فضاقتْ عليهِ الدنيَا على رحابتِهَا والأرضُ على سعتِهَا! وكم مِن كلمةٍ واستْ جروحاً وأُخرى نكأتْ وأحدثتْ حروقاً!.

إنَّ كثيرًا مِن الناسِ تأوّهتْ قلوبُهُم وغادرَهُم النومُ في إحدَى الليالِي مِن كلمةٍ قالَهَا أحدُهُم على سبيلِ المزاحِ أو رُبَّمَا الأذَى، وكثيرٌ منهُم أيضاً سمعَ كلمةً مِن أحدِهِم قِيلتْ لهُ بحبٍّ، فعاشَ مع وقعِهَا في نفسِهِ حتى وصلَ للعُلا!

تابع خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

فهذا رسولُ اللهِ ، في أوَّلِ يومٍ لنزولِ الوحيِ عادَ مِن غارِ حراءٍ وقلبُهُ يرتعدُ مِن الخوفِ حيثُ دخلَ على زوجتِهِ خديجةَ رضي اللهُ عنهَا وهو يقولُ: زمّلُونِي زمّلُونِي.. فاستجابتْ لهُ فزمّلَتْهُ حتى ذهبَ عنهُ الرّوعُ وهدأَتْ مشاعرُهُ، فأخبرَهَا: لقد خشيتُ على نفسِي، فخاطبتْهُ في هذا الموقفِ بالاعتمادِ على خُلُقِهِ الكريمِ قائلةً: “كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ” ‏‎فلمْ تكتفِ بالقولِ: لا تخشَ على نفسِكَ شيئاً! وهل هذا القولُ يكفِي لتَنجلِي الخشيةُ وتشيعُ مكانَهَا الطمأنينةُ؟! وهذا الموقفُ إنَّ دلَّ على شيءٍ يدلُّ على أهميةِ انتقاءِ الألفاظِ بمَا يناسبُ الموقف، وهذا يعنِي أيضاً أنّ ملءَ خزاناتِ النفوسِ بألفاظِ التشجيعِ والدّعمِ المؤنسةِ والأمانِ العاطفِي في أوقاتِ القلقِ هو منهجٌ إلهيٌّ نبويٌّ!

 ولقد كانَ رسولُ اللهِ   يتأذَّى ويضيقُ صدرُهُ مِن أقاويلِ البشرِ الذين استهزأُوا بهِ وكذبُوهُ وألقُوا عليهِ التُّهمَ زوراً وبهتاناً حتى نعتوهُ بالجنونِ وهو الصادقُ الأمينُ صاحبُ الإيمانِ ذو العقلِ! ولكنّهُ صبرَ فواساهُ اللهُ في قولِهِ تعالَى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين) [الحجر : ٩٧-٩٨ ]، فكيفَ نحنُ بجبلتِنَا البشريةِ ومزاجِنَا الإنسانِي، وما هو المآلُ الذي سنصبحُ عليهِ لو وُجِّهَ إلينَا ما نكرهُ مِن القولِ مِن سفيهٍ لم يقوَ على ضبطِ نفسِهِ، أو جاهلٍ لمْ يُدْرِكْ ذاتَهُ، أو مُتطاولٍ لا يخافُ اللهَ؟

يقولُ ابنُ مسعودٍ  رضي اللهُ تعالَى عنهُ، وأرضاه: ” والذي لا إلهَ غيرهُ ما على ظهرِ الأرضِ شيءٌ أحوجُ إلى طولِ سجنٍ مِن لسانٍ“..

أحبتِي في الله: إنَّ الذينَ تقودُهُم ألسنتُهُم، ولا يقودونَهَا إنّمَا تقودُهُم إلى مصارعِهِم، ولذلك فإنَّ اللسانَ السائبَ حبلٌ مُرخيٌّ في يدِ الشيطانِ، يقودُ الشيطانُ بهِ العبدَ حيثُ شاءَ، والبعدُ عن اللغوِ مِن أركانِ الفلاحِ، ولذا ذكرَهُ اللهُ بينَ فريضتينِ مِن أجلِّ فرائضِ الإسلامِ، هما الصلاةُ والزكاةُ، قالَ تعالَى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) [المؤمنون: ١ – ٤]، فجعلَهُ بينهمَا مِمَّا يدلُّ على أهميةِ ذلكَ، لذا ينبغِي على العبادِ أنْ يراعُوا هذهِ القضيةَ.

وردَ عن  معاذِ بنِ جبلٍ رضي اللهُ عنهُ قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، وإنّا لمؤاخَذونَ بمَا نتكلَّمُ بهِ؟! فقالَ: “ثكلتْكَ أمُّكَ يا معاذ! وهل يكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهِم إلّا حصائدُ ألسنتِهِم؟!” أخرجه الترمذي.

وعن بلالِ بنِ الحارثِ رضي اللهُ عنهُ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ يقولُ: “إنّ أحدَكُم ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن رضوانِ اللهِ، ما يظنُّ أنْ تبلغَ ما بلغتْ، فيكتبُ اللهُ لهُ بهَا رضوانَهُ إلى يومِ يلقاهُ، وإنّ أحدَكُم ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سخَطِ اللهِ، ما يظنُّ أنْ تبلغَ ما بلغتْ، فيكتبُ اللهُ عليهِ بهَا سخطَهُ إلى يومِ يلقاهُ” أخرجه الترمذي وابن ماجة.

فانتبهْ أخي الحبيب لكلامِكَ قبلَ أنْ تخرجَهُ مِن لسانِكَ.

تابع خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

وصدقَ القائلُ:

اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ***لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ.

كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ***كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ.

** وتعالُوا بنَا أحبتِي في اللهِ لنرَى كيفَ تعاملَ أنبياءُ اللهِ جلَّ وعلا مع أقوامِهِم؟ وكيفَ كانُوا يقولُون لهُم قولًا حسنًا مع ما كانُوا يتعرضونَ إليهِ؟

 ** فهذا سيدُنَا يوسفُ عليهِ السلامُ لم يذكرْ لإخوانِهِ الجرمَ الذي فعلُوهُ بهِ مِن إلقائِهِم لهُ في الجبِّ وذكرِ ما سواهُ  بل قالَ لهُم: (وقد أحسنَ بِي إذ أخرجنِي مِن السجنِ وجاءَ بكُم مِن البدوِ مِن بعدِ أنْ نزغَ الشيطانُ بينِي وبينَ إخوتِي) [يوسف : ١٠٠ ]

** وهذا سيدُنَا إبراهيمُ عليهِ السلامُ حينمَا دعَا أباهُ كان يُلاطفُهُ، ويخاطبُهُ بألطفِ عبارةٍ يقولُ:( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ)  [مريم: ٤٢]، جاءَ بأسلوبِ الاستفهامِ (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ) [مريم: ٤٣]، ما قالَ لهُ: أنتَ جاهلٌ ما تفهمُ، وقالَ لهُ: ( يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا) [ مريم : ٤٤]، وقالَ لهُ: (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ) [مريم: ٤٥]، واختارَ هذا الاسمَ الكريمَ الدالَّ على صفةِ الرحمةِ؛ ليكونَ ذلكَ أدعَى إلى قبولِهِ، وانقيادِهِ، وتسليمِهِ.

** وهذا نبيُّنَا مُحمدٌ وهو أكملُ الخلقِ عقلاً، وأفصحُهُم لساناً، وأحرصُهُم على هدايةِ الخلقِ  قالَ لهُ ربُّهُ: ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [آل عمران: ١٥٩]، فإذا كانَ هذا في حقِّ النبيِّ لو كنتَ فظًّا – وحاشاهُ مِن ذلكَ – لانفضَّ الناسُ مِن حولِكَ، فكيفَ بمَن دونَهُ مِن الدعاةِ إلى اللهِ – تبارَكَ، وتعالَى؟!.

فإذا أردنَا أنْ نقدمَ الدعوةَ لمَن في بيتِنَا، لمَن في المسجدِ، لمَن في الشارعِ، لمَن في النادِي، في أيِّ مكانٍ ينبغِي أنْ نقدمَهَا على طبقٍ مِن ذهبٍ، أنْ نقدمَهَا محسّنةً بالقولِ الجيدِ، القولِ الطيبِ والكلامِ الحسنِ الذي يأسرُ القلوبَ أسرًا،

** فهَا هو العباسُ بنُ عبدِ المطلبِ يسألُهُ أحدُهُم: أأنتَ أكبرُ أم رسولُ اللهِ قالَ : رسولُ اللهِ أكبرُ منِّي، ولكنِّي ولدتُ قبلَهُ.

** وهذا رجلٌ سيّدٌ مِن السادةِ نالَ مرتبةً عاليةً بينَ قومِهِ، فجاءَهُ رجلٌ سمعَ بهِ، فقالَ لهُ: بماذا نلتَ هذا الشرفَ؟ قال: بلا ثمنٍ، فبينمَا السائلُ قاعدٌ في مجلسِهِ إذ دعَا هذا الرجلُ جاريتَهُ، فقِيلَ: نائمةٌ، فقالَ: أنامَ اللهُ عينَهَا عن الشرِّ، فدعَا غلامَهُ، فقِيلَ: مشغولٌ، قالَ: شغلَهُ اللهُ بطاعتِهِ، يقولُ السائلُ: فتبسمتُ، فالتفتَ إليّ، وقالَ: أضحكَ اللهُ سنّكَ….  فهذا إنسانٌ يوزعُ الكلماتِ الطيبةَ في مجلسهِ، ولا يخرجُ مِن لسانِهِ إلَّا القولَ الحسنَ.. فلماذَا يدعُو الإنسانُ على هذا، ويسبُّ ذاكَ، ويشتمُ الآخرَ، هل يستفيدُ شيئاً؟

تابع خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ كمال المهدي

** فانتبهْ أخِي الحبيب واعلمْ أنَّ علينَا ملائكةً عن اليمينِ والشمالِ يكتبونَ كلَّ ما نتحدثُ بهِ قالَ تعالى: ( ما يلفظُ مِن قولٍ إلّا لديهِ رقيبٌ عتيدٌ )[ق: ١٨ ].

واعلمْ أنَّ الصمتَ خيرٌ واللهِ مِن الكلامِ الذي لا فائدةَ منهُ، خيرٌ مِن الكلامِ الفاحشِ البذيءِ الذي صارَ الكثيرُ يتفوهُ بهِ علناً بلا حياءٍ ولا خجلٍ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ثُمَّ مِن خلقِهِ،

وقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (مَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقلْ خيراً أو ليصمتْ ) رواه البخاري ومسلم.

يقولُ الشاعرُ:

الحلمُ زينٌ والسكوتُ سلامةٌ *** فإذا نطقتَ فلا تكنْ مهذاراً.

ما إنْ ندمتُ على سكوتِي مرةً *** إلّا ندمتُ على الكلامِ مراراً.

********

 أسألُ اللهَ تعالى أنْ يهدينَا لأحسنِ الأقوالِ لا يهدِي لأحسنِهَا إلّا هو، وأنْ يصرفَ عنَّا سيئَهَا لا يصرفُ عنَّا سيئهَا إلَّا هو.

*****************

كتبه / الشيخ كمال السيد محمود محمد المهدي

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »